أبطال رياضيون من الجامعة

5 مارس، 2017  |   التواصل المجتمعي

3
أبطال رياضيون من الجامعة

يثبت طلاب الجامعة دائما أن تميزهم لايقتصر على التميز العلمي ولكنهم يضعون بصماتهم في كل المسابقات والمحافل الرياضية والثقافية ليؤكدوا أن الانضباط والالتزام هو سر تميزهم وأنهم يمتلكون ثقافة الفوز في مختلف الأنشطة.

نواف السلطان وإبراهيم الغويش نموذجان مشرقان لطالبين متميزين وبطلين رياضيين استطاعا بجدارة المواءمة بين دراستهم في جامعة عرف عنها الجدية والصرامة وبين تفوقهما في رياضتي التنس الارضي والسباحة.

الجامعة التقت بهما للتعرف على مسيرتهما واستعرض قصة نجاحهما.

يقول نواف السلطان طالب السنة الاخيرة وبطل الجامعات السعودية في رياضة التنس الأرضي أنه بدأ ممارسة التنس الأرضي منذ سن التاسعة عن طريق مركز تدريب الاتحاد السعودي للتنس في مدينة الرياض.

وأضاف "تدربت لمدة سنتين، وفي سن الحادية عشرة تم اختياري من قبل نادي الهلال، وبعد أربع سنوات حققنا الدوري السعودي للناشئين  ثم دوري الشباب لأربع سنوات متتالية من 2007 إلى 2011.

وتابع "انضممت للمنتخب في 2006 في مرحلة الناشئين، ثم إلى مرحلة الشباب، وفي 2011 التحقت بالجامعة وتوقفت مشاركتي مع المنتخب لأنه كان من الصعب الاستمرار مع المنتخب لأن اللعبة تحتاج تفرغا ومعسكرات طويلة وكان علي الاختيار بين الجامعة واحتراف اللعبة، وقد اخترت الجامعة".

ويتحدث نواف السلطان عن مسيرته مع المنتخب السعودي قائلا : خلال مشاركاتي مع المنتخب كان أفضل إنجاز هو تحقيقنا برونزية العرب وفضية الخليج ودخلت التصنيف العالمي للاعبي التنس في العام 2009.

وقال : دخولي الجامعة لم يحرمني من ممارسة اللعبة، خصوصا مع اهتمام الاتحاد الرياضي للجامعات باللعبة، وقد كنت سعيدا بفرصة تمثيل الجامعة في البطولات الجامعية.

وأضاف "لقيت اهتماما كبيرا من قبل قسم التربية البدنية، وخصوصا من الاستاذ  محمد الأحمد الذي هيأ لنا فرصة للمشاركات، وبدأنا في 2011 المشاركة الأولى التي كانت مشاركة صعبة علينا  لوجود مشاركين من الجامعات الأخرى من منتخب المملكة الاول، وكانت المنافسة صعبة لأن الفريق يحتاج على الأقل 3 لاعبين من مستوى عال للمنافسة على مراكز متقدمة".

وزاد "في السنة الأولى والثانية لم يحالفنا التوفيق وكنا نخرج من دور الثمانية، وفي السنة الثالثة تحسن الفريق حيث حققنا في العام 2013 بطولة الجامعات المقامة في الرياض،  وكان الإنجاز مفاجأة للجميع لأننا كنا نتنافس مع فرق تضم لاعبين من المنتخب الأول ومع ذلك حققنا البطولة، وكانت ردة فعل الجامعة مشجعة جدا  كما كانت هذه البطولة نقطة تحول للعبة التنس الأرضي في الجامعة".

إلا أن التحاق نواف السلطان ببرنامج التبادل الطلابي وسفره للولايات المتحدة في العام 2014 أثر على نتائج الفريق في بطولة ذلك العام ولم يحقق النتائج المرجوة، ولكن مع عودته للجامعة  استطاع فريق الجامعة تحقيق بطولة 2015 كما انتزع الفريق بطولة النسخة الأخيرة في العام 2016.

3
أبطال رياضيون من الجامعة

وحول دور الجامعة في تطور مستواه في اللعبة يقول السلطان أنه عندما دخل إلى الجامعة كان قد وصل مستوى متقدما جدا على مستوى المملكة، إلا أن جودة المرافق الرياضية في الجامعة ووجود لاعبين من زملائه في المنتخب في أندية المنطقة الشرقية ساعده على استمرار التدريب كي يحافظ على مستواه بالرغم من ندرة المدربين من مستوى عال.

وحول انتشار اللعبة في الجامعة يرى السلطان أن الاقبال كان ضعيفا في البداية ولكن تحقيق الجامعة بطولات في هذه اللعبة ساعد على انتشارها مؤكدا أن قسم التربية البدنية بذل جهودا كبيرة لرصد المواهب المتميزة في هذه اللعبة واستقطابها للاستعداد المبكر للبطولات، وأضاف " حرصنا على تشكيل نواة قادرة على المشاركة واستمرار تحقيق نتائج متقدمة بدون الاعتماد على أسماء محددة.

وأوضح أنه مع وجود لاعبين من المنتخب الوطني في الجامعات الأخرى يكون من الصعب على الجامعات التي لاتملك هذه النوعية من اللاعبين تحقيق البطولات، لأن رياضة التنس تحتاج إلى إعداد مختلف، والطالب في المرحلة الجامعية يجب أن يكون قد تم إعداده مسبقا بشكل علمي كي يكون جاهزا لخوض مثل هذه المنافسات.

وأضاف أن رياضة التنس الأرضي تعتمد على تقنيات عالية وتدريب مرحلي وممارستها خارج الأندية مكلفة، وبالرغم من أن الجامعة تمتلك أفضل ملاعب للتنس في المنطقة الشرقية إلا أن الاقبال على هذه الرياضة لايزال أقل من المأمول، أما مستقبل هذه الرياضة في المملكة فإنه يعتمد على تنظيم واستضافة بطولات عالمية تتيح لنا المشاركة والاحتكاك بلاعبين دوليين.

وبين أن رياضة التنس الأرضي بشكلها الاحترافي متطلبة جدا، وتحتاج تفرغا وقرارا مبكرا لاحتراف اللعبة قبل سن 15، والمصنفون العالميين يتفرغون للعبة منذ سن مبكرة.

وتابع أن رياضة التنس مثل الدراسة في جامعة الملك فهد تحتاج التفرغ، وانا اخترت الجامعة ومارست لعبتي المفضلة كلما أتيحت لي الفرصة ولكن الممارسة الاحترافية غير ممكنة مع الدراسة في الجامعة ولكن حلم العودة للمنتخب لازال قائما بعد التخرج بإذن الله.

وقال "التصنيف العالمي لم يعد ممكنا فالتنس صناعة وتدريب دقيق يمر بمراحل، وكل مرحلة تفوتك لايمكن تعويضها، الموهبة لايمكن أن تكفي.

وقال إن الطالب عندما ياتي للجامعة فهو يعرف متطلباتها ويفهم أن الغرض الأول من وجوده هو الدراسة، لذلك حتى لو كان هناك دعم أكثر فإن وقت الطالب قد لايسمح له باستغلال هذا الدعم لأنه مشغول بمهمة أكثر أهمية. وأضاف " أما في الجامعات الأخرى الطالب فإن يجد الوقت للمعسكرات وساعات التدريب الإضافية".

وفي ختام حديثه ذكر السلطان أن هذا الفصل هو الأخير له في الجامعة، مشيرا إلى أنه حظي بالكثير من الدعم والتشجيع  خلال السنوات التي قضاها في رحاب الجامعة، وتوجه بالشكر لإدارة الجامعة ولاكثر شخص تعب وعمل مع جميع الرياضيين في الجامعة وهو الأستاذ محمد الاحمد، ورئيس قسم التربية البدنية الدكتور عبد الحميد الامير، لافتا إلى ان جهودهم الشخصية ساعدتهم في تجاوز الكثير من العقبات.

أما البطل ابراهيم الغويش الطالب في السنة تحضيرية فقد بدأ رياضة السباحة في عمر خمس سنوات متأثرا بأخويه  كما أن والده من المهتمين بالسباحة . وكانت مشاركتة الأولى لي في معسكر المنتخب بعمر 9 سنوات، وحصل على أول ذهبية في بطولة الخليج في تلك المرحلة، وتدرج في المنتخبات السنية حتى عمر 18 وحقق الكثير من الألقاب والميداليات.

وقال الغويش إن آخر معسكر له قبل الالتحاق بالجامعة كان في نيوزيلاندا وتدربنا مع فريق عالمي، وبعد العودة من المعسكر تمكن من تحقيق سبع ميداليات في بطولة الخليج.

وبعد التحاق الغويش بالجامعة انضم إلى فريق الجامعة وبعد مشاركته الأولى في بطولة الجامعات حقق ميداليتين فضيتين. وقال إنه كان يتطلع لإنجاز أكبر لكن الظروف لم تكن مناسبة.

وأضاف أنه بعد التحاقه بالجامعة تقلص التمرين من 16 كلم في اليوم إلى 3 كلم. وتابع " تقاجأت بمستوى استعداد في أول بطولة، فرغم مشاركاتي في المنتخب وبطولات الخليج والعرب وآسيا وكنت أتوقع تحقيق ذهبيات، لكن المنتخبات الاخرى كانت تعسكر للبطولة قبل البداية ب 3 شهور ويخضعون لتمارين على فترتين، كما أن فرق الجامعات تضم لاعبي منتخب وأندية، الجامعات تهيء معسكرات وتفرغ سباحيها، ولكن فريقنا لم يقم بأي استعدادات وكنت أتدرب لوحدي قبل البطولة بشهر ولم أقابل باقي أعضاء الفريق إلا وقت البطولة".

وقال يجب أن نحدد أهدافنا من المشاركات، فإذا كنا نرغب في ألقاب فإن مسابقات الفرق نحتاج تجهيز أكثر ومرافق أكثر ومدربين، فمتطلبات البطولات كثيرة وتحتاج الكثير من الإعداد والتقنيات.

ويأمل الغويش  إعطاء السباحين فرصة أكبر قبل البطولات للاستعداد وتجهيزهم مشيرا إلى انه لو كانت هناك برامج تدريبية ملتزمة بخطط واضحة والزام المشاركين بالبطولات بها قبل بداية البطولة لكان النتائج أفضل.

وذكر أن الجامعات الأخرى تقوم باستقطاب الرياضيين المتميزين من المرحلة الثانوية وتشجيعهم للانتساب للجامعة ويحظون بدعم مادي، وتكون المرحلة الجامعية فرصة للرياضيين الراغبين في الاستمرار بممارسة الرياضة بعد المرحلة الجامعية لأن الجامعة تكون مرحلة اعداد.

وأضاف إن الدراسات تؤكد أن 99 في المائة من تفوق السباح تكون بسبب التدريب و 1 في المائة فقط يأتي من الموهبة وقدرات شخصية، وأن الرياضة حاليا صناعة تتطور بتسارع كبير ويدخلها الكثير من التقنيات وأي غياب للممارس يجعله يتخلف ويصعب عليه اللحاق،  مشيرا إلى انه وصل إلى مرحلة يستطيع فيها تدريب نفسه واستخدم المراجع ويتابع آخر المستجدات من الشبكة العنكبويتية.

وتابع "أنا أكافح حاليا للمواءمة بين الدراسة وهوايتي المفضلة، بذلت الكثير من الجهد لأصل إلى هذه المرحلة في السباحة وأرغب أن استمر في تطوير إمكانياتي مع الاهتمام بدراستي وهو تحد كبير لكني سأبذل جهدي للتغلب عليه".