"خالد السلطان" و "كاوست" .. القصة الكاملة

3 مايو، 2017  |   الابتكار

-       " أظنك السعودي الوحيد في المجلس" .. شرف كبير و دافع للعطاء ولفتة أبوية كريمة

-       أعددت تقريراً عن الجامعة قبل إنشائها بـ 5 سنوات

-       "اليوم التجريبي" الفكرة التي لم تطبق في أي جامعة أخرى بالعالم

-       اتصال هاتفي أشعرني بالقلق والغيرة

-       رحلات مكوكية تستغرق 36 ساعة وعدد كبير من الاجتماعات

-       المهندس علي النعيمي كان المحرك الحقيقي للجامعة

-       خطاب اعتذار ترددت في كتابته .. ورد يحمل الكثير من المشاعر

-       في داخلي تسكن جامعتان لا أستطيع التفريق بينهما


52
د. السلطان خلال إلقاء كلمته في الحفل

" أظنك السعودي الوحيد في هذا المجلس .. تستاهل" كلمات قالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- لمعالي د. خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وعنها قال د. السلطان: كانت لفتة أبوية كريمة تشرفت بها وكان لها تأثير إيجابي كبير جداً ومثلت دافعاً كبيراً لي لمواصلة العطاء.

من لحظة الافتتاح إلى بدايات التأسيس، يعود د. خالد السلطان إلى قصة إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قائلاً: كنت وكيلاً لوزارة التعليم العالي، وأخبرني معالي د. خالد العنقري وزير التعليم العالي في ذلك الوقت أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله، وكان ولياً للعهد آنذاك، طلب تقريراً عن إنشاء جامعة متميزة للعلوم والتقنية يكون اسمها جامعة الأمير عبدالله للعلوم والتقنية، ويكون مقرها الطائف، عملت على إعداد التقرير وقدمته ومن بعدها لم أسمع عنه شيئاً لمدة خمس سنوات.

 ويضيف د. السلطان: وردني اتصال هاتفي، وأنا في مدينة ميتشيغن الأمريكية أقضي إجازتي العائلية، مذيع بالتلفزيون السعودي يريد تعليقاً عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ارتابني شيء كثير من القلق وقدر غير قليل من الخوف وشعور بسيط بالغيرة، فجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تقود المملكة في العلوم والتقنية، وفي هذه اللحظة ستنشأ جامعة مدعومة بشكل كبير من قيادة الدولة، ولديها علاقة استراتيجية مع شقيقتنا الكبرى أرامكو السعودية، وهذا يعد تهديداً كبيراً لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وأضاف: أسبوع من الألم والقلق والتفكير، تلاه تصالح مع النفس، واقتناع أنها رغبة ملك وطموح وطن و مستقبل لأبنائنا وأحفادنا ، كما أن جامعة الملك فهد وعلى عكس ما توقعت سوف تستفيد من إنشاء الجامعة الجديدة.

وأضاف: بعد عودتي للمملكة بأسبوعين التقيت أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وقلت لهم كيف تنظرون إلى إنشاء جامعة الملك عبدالله، وهل يمثل تهديداً أو فرصة وقبل أن يجيبوا أكملت: أنا حزمت أمري وقررت، وأعتقد أنكم تشاركونني الرأي، أن جامعة الملك عبدالله هي فرصة لجامعة الملك فهد، وقبل هذا كله هي فرصة لوطننا الكريم كي يستمر ويسارع الخطى إلى المعرفة.

وأضاف: مرّ شهر بعد ذلك، وإذا بالأستاذ عبدالله جمعة يهاتفني ويبلغني رغبة  معالي الوزير علي النعيمي بانضمامي إلى المجلس الاستشاري لجامعة الملك عبدالله، ومن بعدها أصبحت أسافر كل شهر من مطار البحرين في الساعة الثانية فجر يوم الجمعة إلى خارج المملكة، واحضر اجتماع المجلس الذي يمتد 8 ساعات برئاسة معالي المهندس علي النعيمي ثم أذهب إلى المطار بعد الاجتماع عائداً إلى المملكة، وآتي إلى مكتبي في جامعة الملك فهد في الساعة 7.30 صباح الأحد، رحلات مكوكية لا تستغرق الرحلة الطويلة أكثر من 36 ساعة وعدد كبير من الاجتماعات على مدى 9 سنوات.

وأضاف: كان رائد المشروع هو معالي المهندس علي النعيمي ، فهو المحرك الحقيقي له واهتمامه بالمشروع انعكس بالإيجاب على جميع الموجودين بالمجلس.

53
كبار المسؤولين وقيادات الصناعة والابتكار يتابعون كلمة د. السلطان

وقال: تم البدء ببناء المدينة الجامعية ولكن قبل 5 أشهر من إنشاء الجامعة وتحديداً في مارس 2008، لم يكن هناك جدول دراسي ولم نكن نعرف وصف المواد وليست هناك أي مكتبة سوف تبيع الكتب الدراسية، وتم عرض الموضوع  على معالي المهندس علي النعيمي ووافق على إنشاء لجنة أكاديمية مكونه من 3 أشخاص وكنت من ضمنهم، وبعد تشكيل اللجنة تم العمل ليلاً ونهاراً وكانت الاجتماعات تتعدى الـ10 ساعات، وكان معنا المهندس نظمي النصر وهو المحرك الحقيقي لعمل هذه الجامعة .

وأضاف: في يوم شديد الحرارة في رمضان تم إجراء تجربة لم تطبق بأي جامعة أخرى في العالم من قبل، وهي يوم تجريبي كامل للجامعة قبل إنشائها، للتأكد من إمكانيات الجامعة قبل افتتاحها، وفي ذلك اليوم تخلينا عن جميع البروتوكولات، وعملت شخصيا في ذلك اليوم وبكل فخر مراقبا للحضور والغياب وتسجيل الملاحظات على النوافذ والأبواب والإضاءة.

وأضاف: بعد 3 أسابيع من اليوم التجريبي تم افتتاح الجامعة وتشرفت شخصياً بلفتة أبوية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- عندما قال لي " أظنك السعودي الوحيد في هذا المجلس .. تستاهل"، وكان لهذه الكلمات تأثير إيجابي كبير جدأ عليّ ومثلت دافعاً لي للعطاء.

وقال: استمرت عضويتي في المجلس الاستشاري لجامعة الملك عبدالله لمدة 9 سنوات، وقبل شهر واحد من الآن كتبت خطاباً، وأنا متردد كثيراً، لمعالي المهندس علي النعيمي رئيس مجلس أمناء الجامعة، ذكرت فيه على استحياء اعتذاري عن عدم الاستمرار في مجلس الأمناء بعد عملي لمدة عشر سنوات في هذا المجلس وحتى تتاح الفرصة لآخرين ليضيفوا في الجامعة، ونظراً لارتباطي بمجالس أخرى، ووصلني بعد ذلك خطاب الموافقة وكان يحمل الكثير من المشاعر من المهندس علي النعيمي ، وتوج كل هذا بهذه اللفتة الكريمة من الزملاء في جامعة الملك عبدالله في حفل التكريم، الذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية.

وأضاف: في الحقيقة لا أستطيع بداخلي أن أفرق بين جامعة الملك فهد للبترول و المعادن وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فالجامعتان تسكنان في قلبي، وأعتقد أن دوري مع جامعة الملك عبدالله هو تجربة علمية وإنسانية أعتز بها شخصياً.

وأضاف: أريد أن أذكر بعض الأسماء التي عملت معها ولن أسامح نفسي في عدم شكرها في هذا الحفل، وهم معالي المهندس علي النعيمي، معالي المهندس خالد الفالح، المهندس عبدالله جمعة، المهندس أمين الناصر، المهندس نظمي النصر ، المهندس محمد الخويطر ، الدكتور محمد سماحه، فرانك برس، فرانك رودس، بروس غايل، شو فانغ و جان لو شامو.

وأضاف: هؤلاء الأشخاص تشرفت بالعمل معهم وبصداقتهم وبزمالتهم، وأعتقد أنني تعلمت منهم أكثر مما استفادوا مني، فلهم مني جزيل الشكر .

وفي الختام أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على تشريف هذا الحفل، وشكرا لمعالي المهندس علي النعيمي على هذه الفكرة وعلى هذا الدعم وشكرا للمهندس نظمي النصر على جهودك دائماً، وأشكر الجميع على حضور هذه المناسبة السعيدة لجامعة الملك فهد للبترول المعادن.