أساليب جديدة لحل مشكلات التنقيب والإنتاج وتقنيات مبتكرة تتجاوز المعمول به حالياً
تعزيز التواصل بين تقنيات التنقيب والإنتاج وتقنية النانو والكيمياء الحيوية والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء
رصد التحديات الكبرى في التنقيب والإنتاج واقتراح الحلول التي توفرها التخصصات الأخرى
د. خالد السلطان:
الشراكة مع أرامكو بدأت منذ تأسيس الجامعة وعملنا معاً لتعزيز بحوث التنقيب والإنتاج
التطور السريع لكلية هندسة البترول شاهد على نجاح الشراكة بين الجامعة وأرامكو
قرب الكلية من أكبر منتج للنفط في العالم واستقطاب كوادر عالمية وتطوير شراكة مع المراكز البحثية العالمية سيوفر لها فرص النجاح
تطوير الشراكة مع الصناعة وتعزيز البحوث الطلابية ذات المستوى العالمي سيؤدي إلى نجاح مركز البحوث
الكلية تنشئ مبنى البحوث التطبيقية ومركز ريادة الأعمال في النفط والغاز ومختبرات التدريب المهني في وادي الظهران
المهندس ناصر النعيمي:
الجامعة رائدة وإسهامها كبير في مجال الطاقة وخصوصاً التنقيب والإنتاج
التنقيب والإنتاج يوفر مصادر موثوقة للطاقة ويساعد على النمو الاقتصادي ويعزز نوعية الحياة
الابتكار يبقى المحرك الأهم لصناعة التنقيب والإنتاج
نتعاون مع المؤسسات الأكاديمية ولدينا مدخل إلى المواهب والخبرات العالمية ورأس مال مخاطر لبناء شركات ناشئة
الابتكارات الجديدة فتحت مصادر للطاقة الأحفورية وجعلت التنقيب أكثر فاعلية وأعادت تأهيل الحقول ورفعت الجدوى الاقتصادية
افتتح معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان ندوة تعزيز تقنيات الإنتاج، التي نظمتها كلية هندسة البترول وعلوم الأرض يوم الأحد 25 محرم 1439هـ.
ناقشت الندوة التحديات المتزايدة في مجالي التنقيب والإنتاج التي تواجه المهنيين في ظل ازدياد الطلب على الطاقة، وتسعى إلى اكتشاف حلول لتعقيدات اكتشاف وصيانتها موارد الطاقة.
وجمعت الندوة خبراء متميزين من عدد كبير من التخصصات، التي يمكن أن تساعد في تطوير أساليب مبتكرة لحل المشاكل ودمج تقنيات مبتكره من الصناعة تتجاوز التقنية المعمول بها حاليا في التنقيب والإنتاج.
وتربط الندوة خطوط الاتصال وطرق التواصل بين التنقيب والإنتاج في قطاع إستخراج النفط ومجالات العلوم والتقنيات الأخرى وإشراك تخصصات أخرى في مثل هذا المجال المتنوع مثل تقنية النانو، التقنية الحيوية، علم الغلاف الجوي، الكيمياء الحيوية، العلوم العصبية، العلوم السلوكية، الذكاء الاصطناعي، الفيزياء الفلكية، وعلوم الفضاء.
وتهدف الندوة إلى توفير فرصة للمشاركين من المتخصصين في مجالي التنقيب والإنتاج وغيرهم، لتبادل المعلومات والآراء والخبرات، وتعزيز تبادل المعرفة وإيجاد وسائل للتعاون طويل الأمد في هذه الحقول الحيوية.
كما تهدف الندوة إلى رصد التحديات الكبرى في التنقيب والإنتاج واقتراح الحلول التي توفرها التخصصات الأخرى. واستعرضت الندوة القدرات والتطبيقات العملية للعلوم في المجالات الأخرى في مواجهة التحديات في التنقيب والإنتاج، كما تعزز التواصل بين المتخصصين في صناعة التنقيب والإنتاج والباحثين الأكاديميين والعلماء من خارجها.
وفي كلمته في الندوة، رحب الدكتور السلطان، نيابة عن جامعة الملك فهد، بالمشاركين في هذا التبادل التقني الأول من نوعه في الجامعة في مجال التنقيب و الإنتاج.
وقال إن الشراكة بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة أرامكو السعودية تعود إلى عام 1963، وهو تاريخ تأسيس الجامعة، وذكر أنه، على مدى العقود الخمسة الماضية، واصلت المؤسستان تقوية شراكتهما وتعزيزها، وعملت المؤسستان على تعزيز البرنامج التعليمي القائم على البحوث، التي تركز على قطاع التنقيب و الإنتاج .
وقال "نشهد اليوم التطور السريع لكلية هندسة البترول وعلوم الأرض (CPG) كمعلم بارز لرحلة طويلة وثمرة نجاح غير مسبوق بين عملاق في مجال الصناعة ومؤسسة تعليمية رائدة.
وأوضح أن كلية هندسة البترول وعلوم الأرض افتتحت عام 2015 من خلال دمج قسمي العلوم الجيولوجية وهندسة البترول تحت كلية واحدة، وقد بلغ عدد الطلاب الجدد المسجلين بالكلية هذا العام (91) طالبا في برنامج الدراسات الجامعية.
وأضاف أن طموحنا عند تشكيل هذه الكلية هو أن تكون واحدة من الكليات الرائدة عالميا ولتحقيق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030 وتعزيز المهمة الرئيسية لجامعة الملك فهد.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة عناصر أساسية لتحقيق هذا الطموح، الأول هو قربها من أكبر منتج للنفط في العالم، والثاني هو سعينا لاستقطاب كوادر بمستوى عالمي، ويتلخص العنصر الثالث في إقامة شراكة بحثية تعاونية مع مراكز وفرق بحثية شهيرة في جميع أنحاء العالم.
وقال إنه، بالإضافة إلى تعزيز برنامجها الأكاديمي ، تقوم كلية هندسة البترول وعلوم الأرض بتوسيع أنشطة البحث من خلال مركز البحوث البترولية التكاملية (CIPR) ، وهو مقر البحوث الأكاديمية التابعة للكلية والتي تدعم الأنشطة البحثية الأساسية والتطبيقية.
وذكر أن تطوير مركز البحوث يتيح فرصا واعدة لإطلاق برامج البحوث المتميزة في المركز، وتطوير الشراكة مع القطاع الصناعي، وتعزيز خبرات الطلاب في البحوث الطلابية ذات المستوى العالمي وبذلك سيكون للمركز حضور قوي في وادي الظهران للتقنية (DTV).
وتابع " تعمل كلية هندسة البترول وعلوم الأرض، من خلال مركز البحوث البترولية التكاملية، على الاستفادة من التخصصات الأخرى مثل تقنية النانو، التقنية الحيوية، الكيمياء الحيوية، والذكاء الاصطناعي، التي ستدعم مسيرة الكلية وستجلب حلولاً من تخصصات مختلفة لقطاعي التنقيب والإنتاج".
وأكد أن جامعة الملك فهد من المؤسسات الرائدة عالميا في التعليم والبحوث في مجالي تنقيب وإنتاج النفط والغاز، وذلك من خلال الجمع بين البرامج الأكاديمية وأنشطة المركز والقرب من أكبر منتج للنفط والغاز في العالم.
وقال إن كلية هندسة البترول وعلوم الأرض تستعد لإطلاق المرحلة التالية وهي بناء مختبرات تعليم وأبحاث أساسية متكاملة في المدينة الجامعية، كما ستستضيف المنشأة الجديدة (والتي ستكتمل بحلول عام 2019) مختبر المحاكاة ومركز المعرفة وبالتالي تكتمل الدورة.
وزاد أن كلية هندسة البترول وعلوم الأرض تقوم بإنشاء مبنى البحوث التطبيقية ومركزريادة الأعمال في النفط والغاز، ومختبرات التدريب المهني في وادي الظهران للتقنية وسيتم بناء هذا المرفق بهدف تعزيز التعاون مع الوادي، وسيساهم ذلك في تزويد الطلاب بوسيلة للتفاعل مع شركات الوادي.
وأضاف أن هذه الندوة هي أول برنامج تبادل تقني في مجال الإنتاج والتنقيب تنظمه كلية هندسة البترول وعلوم الأرض ، آملا أن تتكرر كحدث سنوي ، لتكون وسيلة للطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس لتبادل أنشطتهم البحثية الحالية مع الخبراء المدعوين وتوليد أفكار لفرص تعاونية.
من جانبه، شكر المهندس ناصر النعيمي نائب رئيس شركة أرامكو لهندسة البترول والتطوير" الجامعة على استضافة هذا الحدث المهم ودعوة خبراء محليين ودوليين للمشاركة في ندوة التبادل التقني في التنقيب والاستكشاف والإنتاج".
وقال إن جامعة الملك فهد رائدة، وذات مساهمة كبيرة في مجال الطاقة، وخصوصا في التنقيب والإنتاج، وتعد هذه الندوة امتداداً لجهود الجامعة في تنظيم اجتماعات فاعلة لمناقشة أهم التحديات، وبالتالي، فالجامعة تواصل قيادتها في هذا المجال.
وقال إن التنقيب والإنتاج لهما أهمية عالمية من خلال توفير مصادر موثوقة للطاقة كما والمساهمة في النمو الاقتصادي العالمي وتعزيز نوعية الحياة البشرية.
وأوضح النعيمي أن التوقعات تشير إلى استمرار الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة مع زيادة عدد السكان في العالم وزيادة المستهلكين ونمو الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز مصادر الطاقة.
وأكد أن الطاقة المتجددة تعد مصدرا مهماً للطاقة، ولكن الدراسات تشير إلى أن الوقود الأحفوري يبقى العنصر الأهم في مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة.
وقال إن مصادر النفط والغاز الحالية والتي هي قيد الاكتشاف تصبح أكثر تحديا وتطويرها أكثر تكلفة، حيث تبلغ التكلفة الحالية أكثر من ضعفها في العقد الأول من القرن الحالي بسبب العديد من المؤثرات كالموقع والعمق، كما أن الحقول الموجودة تقادمت وتحتاج الكثير من عمليات الصيانة والإدارة.
وأضاف أنه بالرغم من ذلك، فإن هذه الصناعة تملك جوانب مشرقة على مستوى الابتكار، الذي يبقى المحرك الأهم لصناعة التنقيب والإنتاج، ففي السنوات الأخيرة ظهرت ابتكارات أخذت صناعة التنقيب والإنتاج إلى آفاق جديدة، وفتحت مصادر جديدة للطاقة الأحفورية مثل الزيت والغاز الصخري، وجعلت التنقيب أكثر فاعلية، وعززت إعادة تأهيل الحقول، وقللت المشاكل البيئية والبصمة الكربونية، ورفعت الكفاءة والفاعلية والجدوى الاقتصادية، ووسعت معرفتنا وقدراتنا.
وقال إن أرامكو السعودية متقدمة عالميا في هذه النشاط كجزء من رؤيتها لتكون شركة للطاقة والكيماويات ولتعزيز ذلك ندعم نظام ابتكار في البحث والتطوير لتعزيز مواردنا.
وقال إن أرامكو اعتمدت (3) عناصر في هذا السياق، الأول التعاون مع المؤسسات الأكاديمية وشركات الخدمات وتطوير التقنيات، والعنصر الثاني أن الشركة تملك (11) مركز أبحاث ومكاتب تقنية عالمية في (3) قارات تمنح الشركة مدخلا إلى أهم المواهب والخبرات العالمية، أما العنصر الثالث فهو رأس مال مخاطر لبناء شركات ناشئة.
وأوضح أن أحد أهداف شركة أرامكو الرئيسية هو تطوير نسبة الإنتاج من الحقول الرئيسية من النسبة الحالية البالغة (50) إلى (70) في المائة، ولفت إلى أن ذلك يتم من خلال تطوير العديد من التقنيات المتقدمة في قطاعات مختلفة، بما فيها تعزيز دقة التوقعات، تقليل مخاطر الاكتشاف، زيادة نسبة المستخرج، تعزيز الاعتمادية والموثوقية والكفاءة.
وبين أن استراتيجية شركة أرامكو في البحوث تتبنى نموذج التعاون لدعم الابتكار مع مؤسسات رائدة في قطاع التعليم مثل جامعة الملك فهد وجامعة الملك عبدالله وجامعة إم آي تي.
كما تتبنى التعاون الاستراتيجي مع الشركاء في الصناعة وتطوير تقنيات الابتكار، حيث قفز ملف الشركة في براءات الاختراع لتكون بين كبرى الشركات في هذا المجال، حيث حصلت في العام 2017 على (64) براءة اختراع إضافة لعدد كبير من البراءات لا يزال قيد التسجيل.
وأضاف أن النمو في عدد براءات الاختراع يتماشى مع جهود الشركة لتحويلها إلى منتجات صناعية.