سايتك ينظم لقاء الفلك والفضاء الرقمي

تحت رعاية مدير الجامعة د.سهل عبدالجواد، أطلق مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك" -التابع للجامعة -لقاء الفلك والفضاء الرقمي الثاني يوم الاثنين ( 18 نوفمبر 2019م) ولمدة يومين.

يهدف اللقاء، الذي حضره عدد من المسؤولين والمهتمين بالفلك والفضاء الرقمي وبلغ عدد زواره أكثر من (300) مشارك، إلى التعريف بمستقبل الفلك والفضاء والرقمي وتبادل الأفكار و الخبرات الفلكية، حيث تشكل علوم الفضاء دوراً محورياً في تنمية الكفاءات المتخصصة في جميع فروع الهندسة والعلوم الطبيعية وتقديم الدعم المعرفي والريادي للناشئة وجميع فئات المجتمع بما يخدم رؤية المملكة 2030.

تضمن اللقاء مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين من داخل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال علوم الفلك والفضاء.

واستعرض اللقاء أوراق عمل منها رصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية، مستقبل الفضاء في السعودية، كما تم طرح قصة بناء أكبر ساعة في العالم، بداية من الكون والمجرات وانتهاء بإنشاء ساعة مكة المكرمة، ظاهرة كسوف 26 ديسمبر”، الفلك ورؤية 2030، استعراض تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الانطلاق نحو الفضاء ، قصة نجاح مجموعة الكواشف الإشعاعية، الصور الفلكية بين الحقيقة والخيال .

كما تضمن البرنامج حلقات نقاش في نهاية اللقاء شارك فيها المتحدثون من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الهيئة السعودية للفضاء مركز خادم الحرمين الشريفين للأهلة وعلوم الفلك - ساعة مكة المكرمة، فريق سديم الفلكي السعودي، الوكالة العربية لأخبار الفلك والفضاء، معهد علم المواد و المركز الوطني للفلك من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، ومرصد العمري الفلكي.

وتناول الأستاذ المساعد بقسم هندسة الطيران والفضاء بالجامعة د.محمد غازي حركة سفن الفضاء داخل نظام الأرض ،القمر ونظام الشمس-الأرض ،القمر والأساس العلمى لهذين النظامين فيما يعرف بمسألة الثلاثة أجسام ومسألة الأربعة أجسام على التوالى. كما تمت مراجعة مسألة الجسمين وحركة القمر الصناعى حول الأرض.

كما تم توضيح خصائص ديناميكا نظام الأرض-القمر وكيفية سماح هذه الخصائص بانتقال مركبة الفضاء بينهما. ومن هذه الخصائص وجود مايعرف بنقاط لاجرانج الاتزانية وهي خمس نقاط وتقع ثلاثة منها على الخط الواصل بين الأرض والقمر.

وتحدث المشرف عن مرصد سايتك الفلكي د.علي الشكري ، خلال مشاركته في اللقاء بندوة بعنوان "رصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية"، عن تطور أحجام المناظير الفلكية وأجهزة القياس خاصة الإلكترونية التي ساعدت في اكتشاف كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، وتطرق إلى الطرق الشائعة لاكتشاف ورصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية ومنها : الرصد المباشر (التصوير)، تغير موقع النجم، عبور الكوكب أمام نجمة، السرعة الشعاعية، التعديس التثاقلي “التجاذبي” المصغر، مبينا أن عمر الأرض 4.5 مليار سنة ونصف قطرها 700 الف كم.

وكشف مستشار الهيئة السعودية للفضاء د.هيثم التويجري ، خلال مشاركته في اللقاء، أن الإستراتيجية الوطنية للفضاء، وإنشاء نظام الفضاء السعودي والقانوني، ودراسة إنشاء شركة الفضاء السعودية، سترفع للمقام السامي قريباً .

وأشار إلى أن المملكة لها جهود في الفضاء منذ 40 عاماً مع تأسيس منظومة عرب سات، إلى جانب إنشاء المركز السعودي للاستشعار عن بعد العام 1986، وإنشاء معهد بحوث الفضاء والطيران في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية العام 1997، لافتا إلى أن المملكة أطلقت 16 قمراً سعودياً حتى الآن للأغراض السلمية والاتصالات، ونوه إلى أن المملكة تستخدم الأقمار الصناعية الرادارية التجارية الدولية وتستخدم البيانات لمراقبة التغييرات على سطح الأرض وعبر عن تطلعه إلى أن يكون هناك رواد فضاء سعوديون من الجنسين وقال: إننا وقعنا مذكرة إعلان نوايا مع روسيا إبان زيارة الرئيس الروسي "بوتين" للمملكة تعنى بريادة الفضاء ودراسات علمية ومهمات واضحة للذهاب للفضاء، كما أشار إلى أن هناك تعاونا مع وزارة التعليم حيث وقعت مذكرة تعاون مع "موهبة" في هذا المجال وقال: إننا ننتظر رفع الإستراتيجية الوطنية للفضاء لإقرارها من المقام السامي.

وشارك المشرف على مركز خادم الحرمين الشريفين للأهلة والعلوم الفلكية د.ياسين المليكي بورقة عمل بعنوان "قصة بناء أكبر ساعة في العالم بداية من الكون والمجرات وانتهاء بساعة مكة المكرمة" ذكر خلالها أن متحف ساعة مكة استقبل أكثر من 70 الف زائر بعد تدشينه في رمضان الماضي، ويحتوي على 200 معروضة، موضحا، أن برج الساعة يحتوي على 98 مليون قطعة ذهبية مقاومة للتغيير المناخي، واثنين مليون إضاءة من نوع "Led Light"، وخمسه محركات للساعة، وهناك سبعة أدوار جديدة سيتم بناؤها، منوها أن ساعة مكة أكبر من ساعة "بق بن" بــ 34 مرة ويحركها 11 ساعة ذرية تقوم بإرسال إشارة لمحركات الساعة، والإسهام بتوقيت مكة مع منظومة التوقيت العالمي.

وشارك الباحث الفلكي-عضو سديم الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء أ.ملهم هندي بفقرة بعنوان "كم يوم في اليوم" ذكر خلالها أنه يوجد تعريفان أساسيان لليوم، اليوم الشمسيSolar Day واليوم النجمي Sidereal Day، بالإضافة إلى الفرق بين التوقيتين المدني والحقيقي والفروقات بينهما وأهم الأسباب التي تؤثر على طول اليوم وقصره بناءً على الحسابات الفلكية.

وتحدث عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية أ.إبراهيم الجروان عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الانطلاق نحو الفضاء، وذكر أنه تم إنشاء العديد من المراكز المهتمة بعلم الفلك والفضاء والتي أدت إلى تطور القطاع الفضائي في الإمارات فتعددت المراحل من إطلاق قمر عرب سات، والقبة السماوية بالشارقة، وشركة ثريا للاتصالات، مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" "إياست"، و مركز محمد بن راشد للفضاء، المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، إلى أن تم إنشاء وكالة الإمارات للفضاء (UAESA) ، وإنشاء المشاريع والاستثمارات الفضائية الحالية المستقلة مثل برنامج رواد فضاء الإمارات و مسبار الأمل و شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك و مختبر النيازك، وأخيراً رحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى المحطة الفضائية الدولية ليكون بذلك أول عربي يصل إلى المحطة، وثالث عربي ينطلق إلى الفضاء.

وتحدث المشرف العام للوكالة العربية لأخبار الفلك أ.عبدالرزاق البلوشي عن مرتكزات نجاح البرامج والأنشطة المجتمعية لعلوم الفضاء والفلك في المملكة، وبيّن أنه بعد رؤية 2030، والمتغيرات الأخرى التي طرأت على المجتمع السعودي، أصبح هناك ضرورة ملحة بأن تحمل المبادرات والفرق المختصة في مجال العلوم والفلك في الفضاء سياسات واضحة كونها شريكا أساسياً في نجاح وإشراك الفرد في صناعة وانشاء مجتمع المعرفة الذي نطمح له، مؤكداً على أهمية تطويع العلاقة بين المنظمات المدنية العلمية والمنظمات الحكومية والرسمية في تنفيذ الخطط والبرامج للمشروع الوطني للفضاء.

وألقى المصور الفلكي لدى المرصد الفلكي العمري أ.تركي العمري فقرة بعنوان "الصور الفلكية بين الحقيقة والخيال" أوضح خلالها أن الصور غير الحقيقية هي التي يتم وضعها بناء على أسس فيزيائية كالكواكب الخارجية فهي عباره عن نقاط بلا ملامح ولكن يتم إنتاج محاكاة تخيلية بناءً على دراسات فلكية لماهية هذا الجرم هل هو كوكب صغير أم كبير غازي أم صخري ،لكن من الطبيعي أننا لا نستطيع رؤيتها بتفاصيل واضحة تماماً مثل كواكب مجموعتنا الشمسية لبعدها الشاسع عنا.