الغدير.. أول طالب من جامعة الملك فهد يحصل على منحة رودس العالمية

17 نوفمبر، 2021  |   المجتمع

الصورة الاولى (2).jpg
الطالب محمد الغدير الحاصل على منحة رودس العالمية

محمد الغدير، ابن الـ 24 عامًا، طالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتخصص مزدوج الفيزياء والهندسة الكهربائية بتخصص دقيق الحوسبة الكمية والمعلومات الكمية، الحاصل، مؤخرًا، على منحة رودس العالمية، ويعد الغدير أول طالب من الجامعة يحصل على هذه المنحة، بدأ تعلم الحوسبة عام 2019، ثم التعلم الآلي عام 2020، ويعمل حاليا مع مختبر الإلكترونيات النانوية الكمية بجامعة كاليفورنيا – بيركلي، حيث مجال بحثه الأساس "دراسة وجود العيوب في المعالجات الكمية" والتي تتسبب في فقدان البيانات، الأمر الذي يحرمنا اليوم من الحصول على حواسيب كمية عالية الكفاءة بتحكم كامل، ومن أبحاثه بمجالي مواد الحوسبة والتعلم الآلي، ما قدمه من أعمال بحثية في مؤتمرات كثيرة وحصل على جوائز متعددة. كما عمل محمد، مؤخرًا، لدی جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على تطوير أساليب جديدة لصقل الأسطح من أجل تقليل الفاقد في الأجهزة الكمية، وينوي محمد بصفته باحثا بمنحة رودس في جامعة أكسفورد دراسة فيزياء المواد المكثفة مع التركيز البحثي على تقنية المعلومات الكمية، وتشمل أهدافه طويلة الأمد تشجيع العقول الشابة على التعلم العلمي والتقني.

  • لا حدود لطموحي.. وأسعى إلى تقريب العلوم والتقنية إلى عقول الشباب
  • أحلم بأن يكون لي تأثير إيجابي على المجتمع.. وأشكر من دعموني وآمنوا بقدراتي
  • أسعى إلى إكمال دراساتي العليا والعمل في مجال الحوسبة الكمية
  • شروط القبول في رودس لا تعتمد على الأبحاث فقط، ولكن كيف تصنع الفرق في العالم

الغدير 2 بعد التعديل.jpg
الطالب محمد الغدير يعمل على أحد المشاريع

في الحوار التالي نناقش مع محمد هذه المراحل وتجاربه في كل مرحلة منها وكيف يرى مستقبل الحواسيب الذكية بعد إتمام تطوير الحواسيب الكمومية وأيضًا بداية رحلته العلمية مع منحة رودس العالمية:

- نحن سعداء بما حققته من إنجازات هي مصدر فخر الجامعة وبدايةً حدثنا عن نفسك؟

أتشرف بكوني طالبًا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وحصلت على منحة مرموقة كمنحة رودس العالمية لأمثل الجامعة من خلالها والمملكة بإذن الله وهذا إنجاز كبير، وأنا أدرس الهندسة الكهربائية والفيزياء وأعمل على أكثر من بحث علمي، ووجدت شغفي في مجال الحوسبة الكمية، وفي سنتي الدراسية الأخيرة عبر برنامج التخصص الدقيق بتخصص الفيزياء، درست الحوسبة الكمية والمعلومات الكمية وأحد التخصصات الجديدة التي بدأت في السنة الماضية، ويعتبر حاليًا هو تخصصي الدقيق.

- وما الذي تعمل عليه فيما يخص البحوث العلمية ومشاركتك في المؤتمرات؟

عملت في مجال الحوسبة الكمية في بحث مشترك تعاوني مع جامعة كاليفورنيا بيركلي بدأ منذ عام 2019 إلى اليوم حيث لا يزال العمل عليه مستمرًا وكذلك أعمل مع الجامعة كباحث متعاون بالإضافة إلى عملي البحثي في مجاليّ التعلم الآلي وعلم المواد.

أما مشاركتي في المؤتمرات فكانت على مستوى طلاب البكالوريوس، ومن أبرزها مؤتمر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" ضمن برنامج "ويب" (Winter Enrichment Program) والذي شارك به أكثر من خمسين طالباً من أرجاء العالم وفزت بجائزة أفضل بحث علمي، ومؤتمر علمي دولي آخر في أبوظبي نلت فيه كذلك الفوز بأفضل بحث.

- هل نستطيع القول إن فكرتك حول تطوير الحواسيب الكمومية نبعت من تلك الأعمال؟

مجال بحثي الرئيسي في الفيزياء، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا بيركلي، هو في تطوير مواد الشرائح الكمية التي سيكون لها تأثير واضح على أداء الحاسوب الكمي مستقبلًا، ولهذا نعمل على تطوير الأسطح الخدمية في الأجهزة الكمية الصغيرة لتؤدي أداءً أفضل بحكم قدراتها المضاعفة مقارنةً بالحواسيب التقليدية.

والأبحاث ذات المستوى العالي غالباً تحتاج إلى فريق عمل بحثي من عدة باحثين، ولكل منهم مهمة بحث تهتم بجزء دقيق من مشكلة ما ويعمل على دراستها بشكل مفصل ومن ثم قد يجد بعض التقنيات التي تساهم في تطوير حلول حولها، وعليه ندرس فقط المواد التي تساعدنا على صنع شرائح كمية لحواسيب متطورة.

- كيف حصلت على منحة رودس العالمية؟

أود أولاً توضيح نقطة مهمة، نظرًا لما يعتقده البعض من أهمية كثافة البحوث العلمية للحصول على منحة رودس، وهذا أمر خاطئ، فشروط القبول مختلفة في كافة التخصصات والاهتمامات ولكنها تصب في هدف واحد، أنها تصنع الفرق في العالم وذات تأثير كبير، بدليل الاختلافات الواضحة بيني وبين زملائي السعوديين من المقبولين في المنحة، ولابد كشرط أساسي للقبول أن يكون للطالب أنشطة أخرى خارج الدراسة لها تأثير ينعكس إيجاباً على المجتمع والعالم، ومن أهم النقاط هو كيف يمكن للطالب توظيف شغفه وعمله أيًا كان مجاله ليتمكن الأخرون من الاستفادة من عمله، وهو ما حدث عندما بدأت العمل في مجال الحوسبة الكمية في أمريكا عام 2019، وعملت على تأسيس برنامج الحوسبة الكمية في تخصص الفيزياء، وعملنا على توفير منحة من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لطلاب الماجستير لدراسة مجال الحوسبة الكمية في الفيزياء. فمثل هذه الأنشطة خارج نطاق الدراسة هي ما تهم منحة رودس، إضافة إلى نشاطات التطوع وغيرها من الأنشطة التي تفيد المجتمع بوجه خاص والعالم بوجه عام، وهنا أقول لكم أن البحث العلمي لا يشكل إلى جزءاً بسيطًا من القبول.

بنر وصورة داخلية.jpeg
صورة تجمع بين الطالب محمد الغدير ومشرفه الأكاديمي د. منذر الفريدان

- صف لنا شعورك بعد الحصول على منحة رودس العالمية؟

كنت سعيدًا جدًا لأن هناك أكثر من دكتور من جامعة الملك فهد عمل معي على تطوير فكرتي وأعطوني من خبراتهم ونصائحهم لأكون متقدماً في المجال وأرتقي بدراستي وبحثي في هذه العلوم وتقوية خلفيتي العلمية، وعند إبلاغي لهم بهذا الخبر كانت فرحتهم هي التي أسعدتني أكثر من فرحة الفوز بها، الدكاترة هم الذين وجدوا هذا الاختلاف وكانوا دائمًا مؤمنين بذلك فلولا الله ثم دعمهم وإيمانهم بقدراتي لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه الآن، خاصة وأن التقديم إلى المنحة يتطلب من الشخص كتابة مقال عن نفسه في حدود 1000 كلمة، ستجد من الصعوبة أن تتكلم عن نفسك بهذا القدر، وهنا يكمن التميز عندما يكتب المتقدم مقاله بطريقة جذابة ومختلفة، فالاختلاف هو الذي يميزك عن الآخرين.

- ما طموحك في المستقبل؟

أطمح إلى أن أكمل دراسة الفيزياء في الدراسات العليا، ومن ثم العمل على الأبحاث في مجال الحوسبة الكمية، وأثناء ذلك أسعى لهدفي طويل المدى، وهو تطوير هذا المجال في المملكة -بإذن الله-، وهو مجال جديد ومجال رائد في العالم، وكيف نهيئ الطلاب والطالبات لأن يدرسوا مثل هذه التخصصات الرائدة وأن يبدعوا فيها وبشكل عام نحبب العلم والهندسة والتكنولوجيا للشباب والشابات أو حتى للأطفال في المستقبل.