فريق بحثي يكشف عن اختلافات في دورة حياة سمك الهامور بين المياه السعودية والإماراتية

إعداد: آلاء القواسمي

سمك الهامور ذو النقط البرتقالية هو أحد أهم أنواع الأسماك التجارية في الخليج العربي، وكذلك من أغلى الأسماك في السوق.

قام فريق بحثي من مركز البيئة والمياه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، برئاسة د. لين واي جيه، بإصدار دراسة حول سمات دورة حياة أسماك الهامور ذو النقط البرتقالية في المياه السعودية والإماراتية.

ووجد الفريق اختلافات ملحوظة بين المنطقتين في سمات دورة حياة الهامور ذو النقط البرتقالية وطريقة تكاثره.

ويهدف البحث إلى تقديم دليل علمي للاستدلال على الأماكن ذات الإنتاجية العالية، لذلك فهو يوفر معلومات لاجتماعات البلدان المشتركة، تساعدهم على اتخاذ القرارات.

وتعتبر الدراسات الأساسية البيولوجية اللازمة لاستغلال هذا النوع من الأسماك بشكل دائم، قليلة وذات مدى مكاني محدود، ولا يوجد الكثير من المعلومات حول هذه السمكة.

وعلى الرغم من أن معظم المشاريع مرتبطة بالنفط ومنشآت الغاز، يوجد العديد من الأبحاث المتعلقة بالبيئة والتي تهدف إلى الحفاظ على البيئة والترويج للتنمية المستدامة في المملكة.

هذا المشروع متخصص بشكل أساسي في أسماك الهامور، حيث يركز فريق الأحياء البحرية على الجانب البيولوجي للبيئة.

يعد هذا العمل البحثي من ضمن 50 مشروعا فعالا تدعمه شركة أرامكو السعودية من خلال شراكة استمرت على مدى ال50 عاما الماضية.

وأوضح د. لين أن فريق البحث قام بإجراء تحليل مقارن لسمات دورة حياة هذه الإسماك متغيرة الجنس وظروف وجودها بوفرة في الشعاب المرجانية في المياه السعودية مقارنة بالمياه الإماراتية في الخليج العربي.

وقال: وجدنا اختلافات واضحة في الطول والعمر بحسب نسبة الجنس، ومعدلات نمو الجسم، والحجم عند اكتمال النمو وإنتاج الكتلة الحيوية للغدد التناسلية.

وأضاف: لا توجد فروق في عددها بحسب العمر، أو طريقة النمو، وتوقيت ومدة التزاوج، ومعدل الوفيات الطبيعية وظروف وفرتها.

وأوضح أنه لوحظ أنه في مياه الخليج بالمملكة العربية السعودية، يمكن أن تكون طريقة التكاثر إما عبر التحول من الأنثى مكتملة النمو إلى الذكر أو عن طريق الذكور في مقتبل العمر، وذلك لأن الذكور تختفي عندما تكبر حجما وعمرا.

وأضاف أنه في مياه الخليج الإماراتية، توجد الأسماك على شكل إناث ثم تتحول إلى ذكور عند التكاثر، مع الغلبة الكاملة للإناث في الحياة المبكرة وغلبة كاملة للذكور في أواخر العمر.

وقال: في المياه السعودية، يمكن أن يغير الهامور ذو البقعة البرتقالية جنسه للذكر أو للأنثى.

وعن مجريات العملية البحثية، بيّن مدير الفريق أنه، في علم الأحياء، من المهم معرفة المدة التي عاشتها الأسماك بغرض دراستها.

وأوضح أن هناك حلقات في مقطع عظمة معينة في أذن الأسماك، وباستخدام عملية بسيطة، يمكن الكشف عن عمر السمك.

ويطلق على هذه العظمة "إقامة السمك" وهي تسجل كل شيء.

وأضاف أنه في الصيف، تنمو الأسماك بسرعة، وفي الشتاء تنمو بشكل أقل، مما يخلق هذه الحلقات الشفافة التي تكشف عن عمرها.

وعن التحديات والصعوبات التي واجهت فريق البحث، قال د. لين: كان جمع البيانات وأخذ العينات أمرًا صعبًا.

وتابع: كان على فريقنا اختيار العينات في حوالي الساعة الرابعة صباحًا عند عودة الصيادين من البحر، ثم الإسراع إلى موقع آخر يبعد عدة ساعات للحصول على عينات أخرى وتكرر ذلك مرتين في الأسبوع لمدة 15 شهرًا.

وعن أهمية هذا النوع من الأبحاث، قال د. لين إننا نحتاج إلى أن نعرف مدى سرعة هذه السمكة في تجديد نفسها وطول دورة حياتها في مناطق معينة، لأن ذلك سيؤثر على معدل الإنتاجية، وبالتالي معدل عائد الاستثمار في جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف: نقترح أن تكون سياسات صيد الأسماك متعددة الجوانب، وأن تتألف من إجراءات إدارية إقليمية ومحلية، لمراعاة الاختلافات المحلية والقواسم المشتركة على مستوى المنطقة بخصوص دورة حياة الأسماك وظروف وفرتها.

وأكد أهمية أن يؤخذ هذا في الاعتبار لتكوين إدارة استراتيجية فعالة تحافظ على استدامتها.

وأوضح أن هذا البحث تم بالتعاون مع وزارة البيئة والزراعة والمياه، حيث يعمل الجميع على التحقق من كيفية إدارة وضمان أخذ الأسماك من البحر بطريقة مستدامة.

وقال إن هذه الدراسة تعد مهمة لمعرفة المخزون من الهامور، واستخدام هذه المعلومات من قبل الوزارة سيساعد على تعديل استراتيجيات إدارة المخزون وأساليب الصيد وحجمه.

ويعد الدكتور يو جيه لين أحد علماء الأبحاث المهمين في مركز البيئة والمياه، وقد انضم إلى معهد الأبحاث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2012، ونشر 28 مقالة في المجلات المفهرسة SCI. وتشمل خبرته تاريخ حياة الأسماك وعلم الأحياء وتقييم مصايد الأسماك والإحصاءات.

ولمزيد من التفاصيل حول هذا البحث، يرجى الاطلاع على الورقة البحثية التي تم نشرها:

ICES Journal of Marine Science, Volume 76, Issue 4, July-August 2019, Pages 987–998, https://doi.org/10.1093/icesjms/fsz006

https://academic.oup.com/icesjms/article/76/4/987/5306607