مشروع استدامة البيئة البحرية ينهي مرحلته السادسة

13 يناير، 2021  |   البحث العلمي

إعداد: آلاء القواسمي



مشروع الاستدامة هو برنامج بحثي طويل الأمد يعنى بدراسة البيئة البحرية في مياه المملكة العربية السعودية بالخليج العربي، وهو تعاون بحثي متعدد التخصصات بين شركة أرامكو السعودية ومركز البيئة والمياه التابع لمعهد الأبحاث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

بدأ المشروع في أواخر الثمانينات وهو يتكون من عدة مراحل. تدوم كل مرحلة ما يقارب الخمس سنوات، يتم خلالها العمل على تحقيق أهداف محددة.

ووصل المشروع حالياً إلى نهاية المرحلة السادسة، وفقا للدكتور لطفي ربعاوي مدير المشروع، وبدأ التحضير للمرحلة السابعة.

الدكتور لطفي ربعاوي.jpg
الدكتور لطفي ربعاوي مدير مشروع الاستدامة في البيئة البحرية

وكان لهذه المرحلة 4 أهداف رئيسية، أولها دراسة توزيع وإنتاجية الأعشاب والطحالب البحرية في مياه المملكة العربية السعودية بالخليج العربي.

وأوضح د. ربعاوي أنه خلال هذه الدراسة تم تحليل بيانات تم تجميعها ما بين عام 2002 و2020 م عن توزع الأعشاب والطحالب البحرية، وإعداد خرائط تبين الامتداد الحالي لهذه المنظومات الهامة على الساحل السعودي.

وقال: تخضع مناطق الساحل للكثير من التطوير حالياً، وهو ما يؤثر على بيئة الأعشاب البحرية والمجموعات الحيوانية المرتبطة بها، حيث أن هذه المنظومات الساحلية تمثل موائل أساسية ومناطق حضانة للعديد من أنواع الأسماك واللافقاريات (القشريات والرخويات) ذوات القيمة الاقتصادية والايكولوجية العالية.

أما الهدف الثاني للمشروع فهو دراسة الحيوانات البحرية الكبيرة مثل الثدييات والسلاحف البحرية وأسماك القرش في مياه المملكة بالخليج العربي من حيث الوجود والتوزُع.

وأكد أنه لم تتم دراسة هذه المجموعات خلال السنوات السابقة، لذلك سعينا خلال هذه المرحلة لتخصيص دراسات عنها بغرض معرفة أنواعها وأعدادها وتوزعها، هذا بالإضافة إلى تحديد المخاطر التي تهدد تواجدها في مياه المملكة بالخليج العربي وبالخصوص الأخطار التي من الممكن أن تحدثها وسائل الصيد لهذه الحيوانات.

ويتناول الهدف الثالث للمشروع دراسة الأهمية الايكولوجية للشعاب المرجانية المتواجدة في مياه المملكة بالخليج العربي، واستجابة بعض أنواع المرجان لظاهرة الاحتباس الحراري باستخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية والجينومية، وذلك بغرض معرفة الجينات التي تساعدها على التأقلم على العيش في المناطق الحارة، وخاصة الخليج العربي.

وقال د. ربعاوي: من الممكن أن تفيد نتائج هذه الدراسة في تدعيم أبحاث أخرى تهدف لإنتاج سلالات مرجان جديدة مقاومة للتغير المناخي من خلال تجارب التزاوج بين الأنواع المحلية مع أنواع أخرى.

اهتم الهدف الرابع للمشروع بدراسة توزيع وديناميكيات العوالق النباتية الحيوانية في المياه السعودية بالخليج العربي.

وأوضح مدير المشروع أن هذه العوالق هي أساس السلسلة الغذائية البحرية، ويتغذى عليها الكثير من الأنواع البحرية الأخرى مثل الأسماك والقشريات وحتى الثدييات البحرية.

وقد تم خلال هذا المشروع دراسة التغيرات الفصلية لأنواع وأعداد العوالق النباتية والحيوانية البحرية في مياه المملكة بالخليج العربي.

وفي الحديث عن جدوى البرنامج، أوضح د. لطفي أن العديد من الأنواع البحرية التي تمت دراستها خلال هذا المشروع مهددة بخطر الانقراض، وبالتالي فإن تطوير خطة لحمايتها في الخليج العربي يحتاج إلى الحصول على بيانات علمية كافية عن دورات حياتها وهجراتها والأنواع التي تتغذى عليها وكذلك عن موائلها الأساسية.

كما أوضح د. لطفي أن تطوير أنظمة إدارة المنظومات والموارد البحرية في الخليج العربي يستوجب الاستمرار في دراستها ومعرفة بيولوجيتها وإيكولوجيتها في هذه المنطقة بشكل دقيق ومتكامل.

ونوّه إلى أن المملكة قد أوجدت سياسات لحماية البيئة البحرية وهي تتطور في ظل ظروف التطوير العمراني الكبير على السواحل.

وأضاف: حاليا يتطلب تنفيذ أي مشروع ساحلي دراسة تقييم الأثر البيئي له، وهو ما يمكن عمله فقط إذا كانت لدينا معلومات كافية عن النظام البيئي في المنطقة.

وأكد على أن مركز البيئة والمياه هو جهة بحثية وظيفتها إعطاء توصيات مبنية على دراسات علمية، وهذه التوصيات تساعد الجهات المختصة في وضع وتطوير خطط وسياسات إدارة البيئة والموارد البحرية.

وأوضح أنه من المهم الاستمرار في تمويل مشروع الاستدامة، خاصة وأن هناك العديد من مكونات المنظومات البحرية في الخليج التي لم تتم دراستها بعد.

وأضاف أن بعض المكونات التي تمت دراستها سابقا تحتاج للمزيد من الدراسات المعمَقة باستخدام تقنيات جديدة.

وقد تم نشر العديد من نتائج أبحاث مشروع استدامة البيئة البحرية في الخليج العربي في العديد من المجلات العلمية العالمية.