لتعزيز الابتكار وتنمية القدرات البشرية في قطاع الفضاء..الجامعة والهيئة السعودية للفضاء توقعان اتفاقية تعاون مشترك

15 نوفمبر، 2020  |   البحث العلمي

4.jpg
الجامعة والهيئة السعودية للفضاء توقعان اتفاقية تعاون مشترك.

بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة رئيس مجلس أمناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ وقّعت الهيئة السعودية للفضاء اليوم أربع مذكرات تكامل مع وزارة التعليم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تهدف إلى التكامل في مجالات تنمية رأس المال البشري الوطني عبر التعليم والتدريب، وتعزيز جهود البحث والتطوير والابتكار وتبادل الخبرات الأكاديمية، ونشر الوعي بعلوم الفضاء ومجالاته، ودعم كل ما من شأنه تعزيز دور وزارة التعليم لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لقطاع الفضاء السعودي.

وقع الاتفاقية، يوم الأحد (15 نوفمبر 2020) في مدينة الرياض، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء الدكتور عبد العزيز آل الشيخ ورئيس الجامعة الدكتور محمد بن محسن السقاف.

من جهته أوضح سمو رئيس مجلس إدارة الهيئة على هامش توقيع المذكرة: "أن بناء الإنسان المبدع والمبتكر والمساهم في نهضة وطنه المعطاء هو نهج للدولة حفظها الله منذ تأسيسها، ولايزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مهتماً بمجال الفضاء ودافعاً لمواكبة المملكة للتطور فيه، كما عاصر، - أيده الله - مراحل التنمية الكبيرة في المملكة عبر العقود الماضية وحتى اليوم، فالسعودية ليست كالقادم الجديد في قطاع الفضاء بل كرائد يحضر في الوقت المناسب، إذ أدركت أهمية قطاع الفضاء منذ السبعينات الميلادية عبر المساهمة الكبرى في تأسيس شركة عربسات، بالتوازي مع بناء الكوادر الوطنية في المجالات العلمية والهندسية عبر ابتعاث العديد من المميزين إلى الجامعات العالمية وإنشاء الجامعات المحلية في مختلف أرجاء الوطن، وقد شارك أكثر من 30 عالماً وأكاديمياً سعودياً في رحلة المكوك ديسكفري في العام 1985م، والتي تقدم على ضوئها تقرير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يتضمن اقتراح تأسيس برنامج للفضاء وبناء منظومة لرحلات متعددة كل سنتين بموافقة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعاً.
وقال سموّه "قمنا بتطوير برامج متخصصة وشاملة وطموحة في إستراتيجية الهيئة السعودية للفضاء لتنمية رأس المال البشري وتعزيز طاقاتهم وقدراتهم في علوم الفضاء ومجالاته، وتهيئة الفرص للتطوير والابتكارات الموجهة لقطاع الفضاء، ومن هنا تأتي أهمية الشراكة مع وزارة التعليم لتبادل الخبرات والمعرفة عبر مسارات علمية ومبادرات رائدة نوعية تحفز الابتكار في قطاع الفضاء".
وأضاف سموه:" إن المذكرة الموقعة مع شركائنا، تستهدف تعزيز الابتكار وتشجيع الطلاب وتمكينهم للتخصص في العلوم التطبيقية المرتبطة بعلوم الفضاء، من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة تُعنى بقطاع الفضاء لضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات الإستراتيجية الوطنية للفضاء".
كما أشار سموّه إلى أن الهيئة استطاعت في وقت وجيز إتمام كل ما هو مطلوب منها، وأن فريق الهيئة اكتمل بكفاءة عالية، ولم نتفاجأ من وجود كفاءات مميزة من الكوادر الوطنية في جميع المجالات. مشيداً بتوصيات الفريق العلمي بإنشاء البرنامج الوطني للفضاء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والذي استمر في الاستثمار في رأس المال البشري والاستثمار في البحث والتطوير في مجالات الاستشعار عن بعد وتطوير الأقمار الصناعية، حيث تبلغ الكوادر الوطنية العاملة في قطاع الفضاء في المدينة أكثر من 500 مواطن من الجنسين تم تأهيلهم، في أفضل الجامعات المحلية والعالمية.

1.jpg
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء.

من جانبه، أكّد سمو وزير الطاقة أن هذا التكامل يتواءم تماماً مع توجه المجلس إلى البناء على المكانة الأكاديمية للجامعة، وما حققته من إنجازات علمية، للدفع بها باتجاه الإسهام العلمي التطبيقي في مجالات النهضة الاقتصادية والصناعية والتنموية الشاملة في المملكة، وذلك لأن أحد أهم مرتكزات العمل في الجامعة، وهي تشهد نقلة نوعية جديدة في برامجها ونشاطاتها، هو التجاوب الفاعل مع احتياجات المجتمع، وتوظيف تجربتها التقنية والبحثية في خدمته، وفي تسريع تنويع القاعدة الإنتاجية، والوصول إلى نموذج الاقتصاد المعرفي الذي يطمح إليه وطننا الغالي.
وشدّد سموه على أهمية توسعة الدور الرئيس والأساس للجامعة، المُتمثّل في تأهيل الكفاءات البشرية، وهو دورٌ طالما نجحت فيه على مدى العقود الماضية، ليشمل دوراً يزداد أهمية في وقتنا هذا، وهو تعزيز إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها، والإسهام مع المؤسسات الأخرى، كالهيئة السعودية للفضاء، في تطبيقها، وبالتالي فإن هذه الخطوة تُجسّد المسؤوليات المشتركة، بين الهيئة السعودية للفضاء والجامعات السعودية، تجاه تحويل المعرفة إلى مُنتَجٍ يتم تفعيله في مجالات الحياة المختلفة، وتجاه تعزيز أهمية البحث والتطوير والابتكار، وكذلك تكوين قاعدة صلبة من الكفاءات البشرية الوطنية، لتحقيق أهداف رؤية "المملكة 2030" فيما يخص القطاع الأكاديمي وقطاع الفضاء على حدٍّ سواء.
وأوضح معالي وزير التعليم أن هذه المذكرة تأتي بين الهيئة السعودية للفضاء، ووزارة التعليم انطلاقا من مبدأ الشراكة والتعاون المثمر الذي يسعى إلى توفير معارف ومهارات للطلاب والطالبات ذات أولوية تضمن قدرة مؤسسات التعليم على تأهيل الأجيال وجاهزيتهم لسد احتياجات سوق العمل وفقا لأحدث النماذج وأكثرها أثراً وتطوراً.
كما أكّد أهمية المذكرة في تعزيز ثقافة الابتكار، وتنمية رأس المال البشري، والسعي إلى زيادة الوعي بأهمية الفضاء ودعم برامج الهيئة السعودية للفضاء التي من شأنها تحقيق هدف مشترك وشامل تحت المظلة الكبرى لقطاع الفضاء بالمملكة، كما أن هذه المذكرة تؤكد اشتراكنا وتآزرنا في دعم برامج الابتعاث على مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا في مجالات الفضاء، وتوفير أفضل الفرص للخريجين، من خلال برامج التأهيل والتدريب في مجالات الفضاء، ومن خلال دعم منظومة البحث والابتكار وتشجيع الدراسات والأبحاث والمبادرات ذات العلاقة بالفضاء.

5dcdcc97616f5.jpg
الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز: أحد أهم مرتكزات العمل في الجامعة هو الوصول إلى نموذج الاقتصاد المعرفي الذي يطمح إليه وطننا الغالي.

وتقدم معاليه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء على دعم سموه لتعزيز التكامل والتنسيق بين وزارة التعليم والهيئة، وتفعيل مبدأ الشراكة التي تؤدي إلى تحقيق تطلعات الدولة في التعاون البناء لما فيه الصالح العام بإذن الله تعالى، وتحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز ودعم ثقافة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتنمية رأس المال البشري، وتحسين المخرجات التعليمية الأساسية.

ومن جانبه أعرب رئيس الجامعة د . محمد السقاف عن سعادته بتوقيع الاتفاقية، مؤكدا أن التعاون بين القطاع الأكاديمي والبحثي والقطاع الصناعي هو من أهم عناصر تحول المملكة الاقتصادي الذي ستستطيع المملكة من خلاله أن تحتل مكانتها الاقتصادية المرموقة وأن تكون مشاركة ومنافسة في الاقتصاد العالمي الرقمي الجديد الذي سيعود بالكثير من الخيرات لاقتصاد المملكة.

وأوضح أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تمر بمرحلة تحول تاريخي تسعى من خلاله أن تطور البرامج الأكاديمية والبحثية والمجتمعية بالشكل الذي يحدث أثراً بالغاً على اقتصاد المملكة والمجتمع وعلى المستوى العالمي بشكل عام، وخلق فرص جديدة للابتكارات المربحة والداعمة لاقتصادنا السعودي وخصوصا أن الجامعة كانت الداعم العلمي لرحلة الأمير سلطان بن سلمان المباركة على متن مكوك ديسكفري في العام 1985م، والذي لازال-حسب علمي- أصغر مشارك على متن رحلة مكوكية حتى يومنا هذا.

ونوه بأن قطاع الفضاء يتطلب المعرفة والتدريب العملي في الكثير من الاتجاهات والتي تشمل الميكانيكية المدارية واختيار وتصميم الأقمار الصناعية ونظم الإحداثيات في بيئة الفضاء والطقس والمناخ وحطام الفضاء وتحديد المواقف والسيطرة والديناميكية الدورانية والاتصالات السلكية واللاسلكية والمواد والهياكل الفضائية وتحليلها في دفع الصواريخ والمركبات الفضائية وتصميم المشاريع وغيرها.

وقال إن هذه الاتفاقية هي بذرة حسنة وجسر ومفتاح لتأسيس أطر وروابط التعاون بين الجامعة والهيئة، ونسعى أن يكون هذا التعاون نموذجاً يُحتذى به للتعاون مع الشركات والهيئات والمؤسسات الأخرى، مشيراً إلى أن الجامعة ستسخر كل إمكانياتها الأكاديمية والبحثية والمجتمعية لتكون الاتفاقية بذرة خير تنمو وتزدهر وتعود بثمارها الطيبة على بلدنا الحبيب.

وتتضمن الاتفاقية التعاون بين الجامعة والهيئة في مجال التعليم من خلال تطوير المحتوى والتخصصات الجامعية ذات العلاقة بمجال الفضاء بما يتواءم مع الاستراتيجية الوطنية للفضاء بالإضافة إلى العمل على افتتاح أقسام وإنشاء تخصصات إضافية ذات علاقة بقطاع الفضاء ومجالاته للطالبات والطلاب بموافقة الجامعة وتطوير محتوى إثرائي تعليمي ملهم في علوم الفضاء لاستخدامه، كأداة لجذب الأجيال الناشئة للدخول في مسارات علمية متعلقة بالفضاء في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى التنسيق بين الطرفين للتعاون مع الجامعات العالمية للاستفادة من خبراتها في مجال التعليم الجامعي في قطاع الفضاء و وربط المسارات العلمية بالفضاء وإقامة مسابقات محلية وعالمية عن الفضاء تستهدف الفئة الطلابية بشكل خاص والمجتمع على نحو عام .

كما تشمل الاتفاقية مجال التدريب التقني والمهني لتعزيز ودعم برامج الفضاء التدريبية للفئات المستهدفة وتجهيز وتطوير المعامل لاستيعاب برامج الفضاء التدريبية بما يتماشى مع احتياجات الاستراتيجية الوطنية للفضاء في المملكة.

كما يشمل التعاون مجالات البحث والابتكار وريادة الأعمال من خلال تحفيز ودعم البحث العلمي والابتكار في مجال علوم الفضاء في المملكة وإقامة أنشطة تعاونية مشتركة والعمل على تطوير آلية مرنة لتوجيه وتحفيز البحث والابتكار وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتفعيل دور حاضنات الأعمال في مجالات علوم الفضاء واستثمار براءات الاختراع.